تحويل الألم إلى رسالة
تحويل الألم إلى رسالة
"لِيُعْطِيَ نُوحًا لِمَنُوحِي صِهْيَوْنَ، إِكْلِيلَ جَمَالٍ بَدَلَ الرَّمَادِ، وَدُهْنَ الْفَرَحِ بَدَلَ النَّوْحِ، وَرِدَاءَ التَّسْبِيحِ بَدَلَ الرُّوحِ الْيَائِسَةِ." – إشعياء ٦١:٣
🔹 المقدّمة
الألم جزء لا يتجزأ من التجربة الإنسانية. يأتي دون سابق إنذار، يحطّم آمالنا، ويترك جراحًا... لكن في ملكوت الله، لا شيء يضيع. إله الكتاب المقدّس يحوّل الألم إلى قوّة، والدموع إلى رسالة، والرماد إلى مجد. ما يراه الناس مأساة، يراه الله نقطة انطلاق جديدة.
🔹 أولاً: عندما يصبح الألم مدرسة
الألم يعلّمنا دروسًا لا يمكن للكتب أن تنقلها: الرحمة، الصبر، الإيمان. في قلب التجربة، يُختبر إيماننا – ويُصفّى كأنّه ذهب في النار.
➡ عندما يُسلَّم الألم لله، يتحوّل إلى مدرسة إلهيّة.
🔹 ثانيًا: حين يستخدم الله ألمك لشفاء الآخرين
ما مررت به، قد يكون نورًا للآخرين في ظلامهم.
يسوع، رجل الأوجاع، حمل أحزاننا ليمنحنا الشفاء. وبالمثل، يستخدم الله جراحك لتكون شهادة حيّة عن نعمته. لا دمعة واحدة تذهب سدى عنده.
"مُبَارَكٌ ٱللهُ... ٱلَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ ٱلَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقٍ، بِٱلتَّعْزِيَةِ ٱلَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ ٱللهِ." – ٢ كورنثوس ١:٣-٤
جراحك قد تصبح أملًا لغيرك.
🔹 ثالثًا: الرسالة تولد أحيانًا من وسط الدموع
انظر من حولك: كثيرون ممّن يستخدمهم الله بقوّة مرّوا بتجارب قاسية. لماذا؟ لأنهم يتكلّمون من القلب. قد كُسرت قلوبهم، ولكن الله شفاها وأعدّها.
رسالتك لا تحتاج أن تكون ضخمة أو بعيدة. تبدأ بمشاركة ما علّمه لك الله في وادي الدموع. تحدّث، اكتب، شجّع، واسند – فالألم بين يدي الله يصبح أداة للبركة.
رابعًا: سِرْ مع الله الذي يبني من جديد
اليوم، يدعوك الله أن لا تُخفي ألمك بعد الآن، بل أن تسلّمه له. يمكنه أن يحوّله إلى عمل فني.
-
هل اختبرت الرفض؟ سيجعلك شافيًا لقلوب الآخرين.
-
عرفت الفقر؟ سيعلّمك أن تبارك برحمة.
-
مررت بمرض؟ سيرسلك لتشهد عن الشفاء.
الله لا يستخدم الكاملين، بل المنكسرين المستعدين للبناء من جديد.
الخاتمة: قُمْ، فِي دَاخِلِكَ نَار
لا تدع الألم يُقيّدك. دعه يدفعك إلى الأمام. قُمْ، امسح دموعك، وسِرْ مع الله.
هويتك لا تُبنى على ما تألمت منه، بل على ما سيصنعه الله من خلالك.
Comentarios
Publicar un comentario