من تعبد؟

 


من تعبد؟

📖 آية مفتاحية:
"اعبد الرب إلهك وخدمه وحده." – متى 4:10

1. العبادة: اختيار أساسي

العبادة هي جزء مركزي من حياة الإنسان. سواء كنا ندرك ذلك أم لا، فإن لكل فرد شيء أو شخص يعبده. فالعبادة لا تقتصر على الصلوات والأناشيد فقط، بل تظهر من خلال تخصيص وقتنا وترتيب أولوياتنا ومشاعرنا العميقة.

في الكتاب المقدس، يُطالبنا الله بأن نعبده حصراً، كما جاء:
"أنا الرب إلهك... لا تسند أمامي آلهة أخرى." (خروج 20:2-3)
ومع ذلك، يدعونا العالم إلى وضع ثقتنا وتفانينا في أمور أخرى مثل المال والنجاح والمتع والتكنولوجيا، بل وأحيانًا في أنفسنا.

2. مخاطر العبادة المنحرفة

أكبر خطر يواجه المؤمن ليس إنكار الله، بل استبدال الله بشيء آخر. حتى الأشياء المشروعة يمكن أن تتحول إلى أصنام إذا احتلت المقام الأول في قلوبنا.

يُحذرنا الرسول بولس قائلاً:
"فبدلوا مجد الله بالحقيقة بكذبهم وعبدوا المخلوق بدلاً من الخالق." (رومية 1:25)
وهكذا يقوم العالم المعاصر بتحويل العبادة من الله إلى أصنام أكثر رقة، مثل:

  • المال والنجاح: يعيش البعض من أجل جمع الثروات دون غيرها.
  • المتع والمشتتات: تتحول وسائل الترفيه إلى هوس يمنع تخصيص وقت لله.
  • الأنا: يُفضّل البعض صورة نفسه وسمعته والبحث عن رضا الآخرين على رضا الله.

تذكر قصة تجربة يسوع على الجبل؛ إذ عرض عليه الشيطان كل هذه الأمور قائلًا:
"إن سجدت لي، أعطيك كل هذه الأمور." (متى 4:9)
فأجاب يسوع بحزم:
"اعبد الرب إلهك وخدمه وحده."

3. العبادة بالروح والحق

علمنا يسوع أن العبادة الحقيقية لا تعتمد على مكان أو تقليد بل على علاقة حية مع الله:
"لكن يأتي الوقت الآن، بل هو آن بالفعل، حيث يعبد الآباء الحقيقيون الآب بالروح والحق، لأن هؤلاء هم الآباء الذين يطلبهم الآب." (يوحنا 4:23)

العبادة بالروح والحق تعني:

  • الاعتراف بأن الله وحده يستحق العبادة.
  • عيش حياة مكرسة له ليس فقط في الأناشيد والصلوات، بل في الطاعة والمحبة.
  • دعوة الروح القدس للعمل في داخلنا ليحول قلوبنا ويجعل عبادتنا صادقة وعميقة.

4. دعوة للتقديس

فمن تعبد حقًا؟ هل هو الله، أم شيء آخر؟

لقد حان الوقت لنفحص قلوبنا ونزيل أي أصنام قد تكون قد احتلت مكان الله في حياتنا. إن الله وحده يستحق كل مدحنا وإخلاصنا. كما يحثنا بولس قائلاً:
"أعرضوا أجسادكم كذبيحة حية مقدسة مرضية لله، وهذا يكون عبادتكم العقلانية." (رومية 12:1)

قرار اليوم:

👉 ربّي، أختار أن أعبُدك أنت وحدك. أرفض كل صنم مختبئ في حياتي وأعطيك المقام الأول.

لندع الروح القدس يقودنا نحو عبادة نقية وصادقة تُرضي الله حقًا!

Comentarios

Entradas más populares de este blog

عندما يجعلك الله تنتظر، فاعلم أنه يُعِدّ لك الأفضل

هل تودّ أن تلتزم برسائل الرب يسوع؟

يسوع - الإله الذي لا يريدك أن تذهب إلى الجحيم